المحور الثالث: معايير علمية النظريات العلمية
إشكال المحور
ما هو معيار صلاحية النظريات العلمية؟ وهل قوة النظرية في صدقها أم في قابليتها للتكذيب؟
معالجة الإشكال
أهم الواقف
ملاحظة: لا بد من الإشارة إلى أن هناك معايير متعددة أخرى من قبيل المعيار العقلي، والذي يعتمد العقل أساسا للحكم على علمية النظرية من عدمها دونما الحاجة للتجربة. وفي مقابل ذلك نجد المعيار التجريبي الذي يعتقد أن التجربة كافية لإثبات علمية وصلاحية النظريات العلمية دون الحاجة للعقل، وتفاصيلها قد تعرفت عنها في الدروس السابقة، لاداعي لتكرار ما ذكر.
ملاحظة: لا بد من الإشارة إلى أن هناك معايير متعددة أخرى من قبيل المعيار العقلي، والذي يعتمد العقل أساسا للحكم على علمية النظرية من عدمها دونما الحاجة للتجربة. وفي مقابل ذلك نجد المعيار التجريبي الذي يعتقد أن التجربة كافية لإثبات علمية وصلاحية النظريات العلمية دون الحاجة للعقل، وتفاصيلها قد تعرفت عنها في الدروس السابقة، لاداعي لتكرار ما ذكر.
موقف "الحسن ابن الهيثم"
بالنسبة "لابن الهيثم" إن معيار صلاحية النظريات يكمن في "النقد"، أي ألا يسلم الباحث مسبقا بصحة أفكار علمية ما لم يقم بعملية فحصها من جميع الجوانب؛ لإبراز مكامن قوتها وخللها كذلك، لأن حسن الظن بالعلماء والتساهل معهم وإبعاد الزلل عن أعمالهم قد ساهم في انتشار وذيوع أخطاء عديدة تعايشت معها الإنسانية لفترت طويلة. ولعل أبرز مثال على ذلك قول أرسطو بأن الأرض ثابتة، والذي جعل اللاحقين بعده يعتبرونه صحيحا؛ وهو ما سيثبت عكسه لاحقا مع "كوبرنيك". والبين أن هذا المعيار الذي تحدث عنه ابن الهيثم هو ما طبقه علماء الحديث منذ القرن الثالث فيما سموه بالجرح والتعديل.
موقف "بيير تويليي"
يقول "تويليي" "إن التحقق التجريبي لايعطي دلائل قطعية، وإنما تأكيدات غير مباشرة تكون جزئية ومعرضة دائما للمراجعة ... فالفحص التجريبي ليس إلا فحص من بين فحوص أخرى" ف "بيير تويليي" يؤكد على أن التحقق التجريبي ليس كافيا وحده للتأكد من صلاحية النظريات، ولعل ذلك ما دفعه إلى توجيه نقد حاد لأنصار النزعة الاختبارية، فبالنسبة له ينبغي تنويع الاختبارات وتكرارها لتجاوز قصور التجربة الواحدة، وذلك يرجع حسبه لسببين رئيسيين
1- لا توجد تجربة نظرية تمنح لنفسها وحدها في ما يتعلق بوقائع التجربة نتائج ملموسة.
2- لا تتم تجربة علمية دون مساعدة نظريات أخرى.
موقف "كارل بوبر"
يقدم "بوبر" معيارا جديدا للتحقق من علمية النظريات العلمية، ويكمن في أن العلماء يجب عليهم البحث فيما من شأنه أن يفند ويكذب نظرياتهم ويجعلها مزيفة، لا عما يؤكدها ويجعلها يقينية. فالنظرية الجيدة هي تلك التي تحتمل التكذيب؛ أما التي تقدم نفسها على أنها حقيقة مطلقة فهي لا تستحق الدخول إلى ميدان العلم. ويرجع السبب في ذلك إلى أنه مهما بلغت قوة وصلابة نظرية ما لابد أن يُكتشف زيفها ذات يوم، لأن قدر العلم هو التجاوز والتقدم. فأهمية الزيف والكذب عند "بوبر" أكبر من الصدق واليقين.
تركيب