random

آخر المشاركات

random
جاري التحميل ...

تلخيص المحور الثالث: الحقيقة بوصفها قيمة


تلخيص المحور الثالث: الحقيقة بوصفها قيمة

إشكال المحور
هل الحقيقة غاية في ذاتها أم مجرد وسيلة؟ وهل هناك حقيقة بريئة أم أن جميع الحقائق تنطوي على حمولة سلطوية أو أيديولوجية خفية؟

معالجة الإشكال
أهم المواقف
موقف "إمنويل كانط"
ينتقد كانط تصور "بنيامين كونسطان" والذي مفاده أن قول الحقيقة أمر نسبي، فيجوز للفرد الكذب على الآخرين إذا ما أحس أن حياته في خطر. وعلى العكس من ذلك يعتبر كانط قول الحقيقة واجبا أخلاقيا يتعين على كل واحد الالتزام به مهما تكن الظروف والنتائج التي يمكن أن تنتج عنه، وذلك لأن الكذب ولو على شخص واحد هو بمثابة الكذب على الإنسانية جمعاء، لأن نتائج الكذب لا تضر بالفرد فقط بل تتعداه إلى غيره، ثم لأن الكذب يجعل القانون الأخلاقي بدون مصداقية. يقول كانط "إن قول الحقيقة واجب، يتعين اعتباره قاعدة لكل الواجبات التي يتعين تأسيسها وإقامتها على عقد قانوني". فالحقيقة إذن غاية في ذاتها وليست مجرد وسيلة.

موقف "وليام جيمس"
على خلاف ما ذهب إليه كانط يعتقد وليام جيمس أن الحقيقة ليست غاية في ذاتها، وإنما هي مجرد وسيلة يتم تسخيرها لأجل تحقيق حاجات ومنافع ذاتية، فالحقيقة تكمن في نظره في المفيد والواقعي، وذلك لأن الشيء أو الفكر إنما يكون حقيقيا إذا كان مطابقا للواقع ونافعا في نفس الآن، مما يعني أن الإنسجام الداخلي ليس كافيا للحكم على الشيء بأنه حقيقي. يقول "جيمس" في كتابه << مذهب المنفعة>> "إن الأفكار التي ينبغي أن نعتبرها صحيحة ...، لهي تلك التي تقول لنا أي نوع من الوقائع نافع لنا وأيها ضار لنا". 

موقف "فريدرك نيتشه"
يقول نيتشه "ما الحقيقة إذن؟ إنها حشد من الاستعارات والمجازات والتشبيهات، وباختصار جملة من العلاقات البشرية التي تم تحويرها وتجميلها شعريا وبلاغيا حتى غدت بعد طول استعمال تبدوا لشعب من الشعوب دقيقة ومشروعة ... إن الحقائق أوهام نسينا أنها كذلك"، فنيتشه يشكك في وجود الحقيقة معتبرا كل الأفكار المتداولة بمثابة تجسيد لإرادة القوة، فالفكرة تسود عادة ليس لأنها صحيحية ويقينية وإنما لكونها تخدم مصالح فئة معينة، وبذلك تكون الحقيقة حاملة لخطاب يرمي أصلا إلى الهيمنة والسلطة.

تركيب  
واضح من خلال ما سبق أن الحقيقة وإن كانت مطلبا للجميع، إلا أن قيمتها ليست بنفس الدرجة عند الجميع، فهناك من يستعمل الحقيقة لتحقيق منافع ومصالح وفرض سلطة وهيمنة  فردية أو جماعية، وبالتالي الحقيقة عنده مجرد وسيلة، وهناك من يعتبرها ذات قيمة عليا وغاية في ذاتها، بل قاعدة لكل الواجبات ولا يجوز خرقها ولو لمرة واحدة.

يمكنك الاستفادة أيضا من هنا ↓↓

عن الكاتب

متوكيل محمد

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

التكامل/ ATTAKAMOL