مجزوءة: الوضع البشري
يحيل الوضع البشري على مجموع المحددات والأبعاد التي تحد الإنسان في مختلف مستويات الوجود. وهو يتميز عن الوضع الاجتماعي الذي يتعلق بوضع الإنسان داخل المجتمع.
مفهوم: الشخص
يدل فلسفيا على الذات الواعية والمفكرة والحرة والمسؤولة، كما يدل في اللغة العربية على الظهور والبروز، أما في الفرنسية فيحيل على القناع الذي يرتديه الممثل على خشبة المسرح.
المحور الأول: الشخص والهوية
الإشكال الرئيسي:
ما أساس هوية الشخص؟ هل تقوم على أساس الوحدة والثبات أم التعدد والاختلاف؟الإشكال الرئيسي:
معالجة الإشكال:
أهم المواقف:
"روني ديكارت":
يعتقد "روني ديكارت" أن الأساس المحدد لهوية
الشخص واحد ولا يمكن أن يكون غيره وهو الفكر. وذلك لكونه هو المعطى الذي لا ينفك
عن النفس من ميلاديها إلى حين مماتها، وادعاء زواله من شأنه أن يهدد وجود الذات
ويعرضها للزوال والتلاشي، لأنه عن طريق الفكر تم إثبات الوجود، وبالتالي أي شك فيه
يعتبر شكا في الذات ككل، وذلك ما يمكن تلمسه من خلال قوله " أنا أفكر إذا أنا
موجود".
"جون لوك":
إن أساس
هوية الشخص في نظر جون لوك يكمن في الشعور والذاكرة. حيث لا يكون الشخص هو هو إلا
إذا كان له إحساس تام بأنه هو من ينتج أفكاره وأفعاله في كل زمان ومكان، ومن شأن
حصول فصل بينهما أن يفقد الشخص وحدته وتطابقه. إضافة
إلى الذاكرة التي تشكل حلقة الوصل بين الماضي والحاضر.
"شوبنهاور":
يعترض "شوبنهاور" على اعتبار الجسم أساس لهوية الشخص لأنه يتغير باستمرار سواء على مستوى الكل أو الجزء. كما يعترض على الذاكرة لأنها لا تحتفظ سوى بالأشياء المهمة أما التفاصيل فيبتلعها النسيان، ثم إنها معرضة للتلف بسبب الشيخوخة أو المرض أو ضربة على الرأس. أما الفكر فلا يستحق أن يكون أساسا لهوية الشخص لأنه مجرد وظيفة بسيطة للمخ. إن أساس هوية الشخص إذن يكمن في الإرادة، إرادة الحياة، التي تشكل نواة وجودنا ولا تتأثر بالزمن، إضافة إلى أن كل من الفكر والشعور والذاكرة إنما هم مجرد وسائل لخدمة الإرادة.
استنتاج:
استنتاج:
من خلال ما تقدم يتضح أن قضية هوية الشخص قضية مركبة، ليس بالإمكان الحسم في أساسها، فهي وإن كانت تقوم على الفكر في نظر ديكارت لأنه ينطلق من فطرية المبادئ العقلية وقدرتها على تشكيل هوية الشخص، فإن جون لوك ولأنه يرى في العقل صفحة بيضاء كان طبيعي أن يعطي الأولوية للشعور على حساب الفكر، على أن كل ذلك لا اعتبار له في نظر شوبنهاور الذي يرى في كل من الفكر والشعور مجرد خوادم للإرادة.