مفهوم الغير
المحور الأول: وجود الغير
المحور الثاني: معرفة الغير
المحور الثالث: العلاقة مع الغير
تقديم عام للمفهوم:
بعد تناولنا لمفهوم الشخص تبين لنا أن هذا الأخير رغم ما يمتلك من مقومات إنسانية تساهم في تحديد هويته وإبراز قيمته، فإنه يحتاج إلى الغير ليحقق ذاته ووجوده. فمادام الشخص يعيش وسط تنظيم اجتماعي يفرض عليه أن يدخل في علاقات مع ذوات أخرى ليتعايش ويتواصل معها، فحاجة الشخص إلى الغير من الضروريات التي تفرض نفسها على الفرد، باعتبار هذا الغير شبيه بالشخص من حيث المقومات الإنسانية (العقل، التفكير، الوعي، الإرادة، الحرية، المسؤولية...) ومخالف له من حيث الخصوصيات السوسيوثقافية (اللغة، الدين، العادات والتقاليد...). والغير من الناحية اللغوية يدل على الاختلاف والمغايرة، أما فلسفيا فيحيل إلى "الأنا الذي ليس أنا" على حد تعبير جون بول سارتر. بناءا على ما تقدم، يطرح مفهوم الغير إشكالات فلسفية عدة، سواء في بعده الأنطولوجي أو المعرفي أو الأخلاقي يمكن أن نشير إلى بعضها في التساؤلات التالية: هل وجود الغير ضروري لوجود الذات أم أنها في غنى عنه؟ كيف تتم معرفته: هل كموضوع أو ذات أو بنية؟ ما طبيعة العلاقة القائمة بين الأنا والغير؟ هل هي علاقة حب ووئام أم علاقة صراع وإقصاء؟

