محمد أركون من مواليد عام 1928 في بلدة تاوريرت ميمون بالجزائر، واصل دراسته الثانوية في وهران ، أركون أنه نشأ في عائلة فقيرة، وكان والده يملك متجراً صغيراً في قرية اسمها (عين الأربعاء) شرق وهران، فاضطر ابنه محمد أن ينتقل مع أبيه، يقول أركون عن نفسه بأن هذه القرية التي انتقل إليها كانت قرية غنية بالمستوطنين الفرنسيين وأنه عاش فيها "صدمة ثقافية"، ولما انتقل إلى هناك درس في مدرسة الآباء البيض التبشيرية.
درس أركون الأدب العربي والقانون والفلسفة والجغرافيا بجامعة الجزائر ثم بتدخل من المستشرق الفرنسي لوي ماسينيون (Louis Massignon) قام بإعداد التبريز في اللغة والآداب العربية في جامعة السوربون في باريس ". ثم اهتم بفكر المؤرخ والفيلسوف ابن مسكويه.
فكر أركون تميز بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات شرقية وغربية واحتكار الإسقاطات على أحدهما دون الآخر، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب من الآخر، وهو ينتقد الاستشراق المبني على هذا الشكل من البحث القائم على الثنائية التفضيلية.
الكتاب يحتوي على نص المحاضرة التي ألقاها "محمد أركون" أمام مركز توماس مور، الذي يعقد ندوات سنوية حول موضوعات محددة. ويدعو إليها كبار الباحثين للتداول والنقاش. وقد تمت ترجمتها إلى العربية، وأصدرت في كتاب "تاريخية الفكر العربي الإسلامي".وفي عام (1985) يدعى "محمد أركون" مرة ثانية، كما قلنا للتحدث ليس فقط عن الإسلام والعلمنة، وإنما أيضاً، وبشكل أوسع، عن (العلمنة والدين)، أي دين كان. ولكنه يتركز تحليله كما هو متوقع على الإسلام، والمسيحية، والغرب المعلمن...، وينبغي على القارئ الاطلاع على كليهما معاً لكي يأخذ فكرة أكثر دقة عن توجه محمد أركون، وعن نظراته لكل من العلمنة والدين.