مفهوم: الشخص
المحور الأول: الشخص والهوية
المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة
المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية
تقديم:
يحيل مفهوم الشخص على الذات الواعية و المفكرة والمسؤولة والحرة ؛ ويمكن تميزه عن مفهومی «الفرد» و «الشخصية»؛ إذ بالرغم من اطلاقهما معا للدلالة على الإنسان، فإنهما لا يعنيان ما يعنيه الشخص، نظرا لأن الفرد يحيل على الذات بما هي وحدة بيولوجية؛ أو مجرد عينة للنوع، وأن الشخصية، تطلق بدورها للدلالة عما يميز کيانا نفسيا عن آخر؛ على خلاف ذلك، يحيل مفهوم الشخص على ما هو مشترك وعام بين الجنس ككل ؛ لهذا السبب يصح القول بأن لكل واحد شخصيته، في حين لنا جميعا نفس الشخص. على هذا الأساس، يظهر أن المعالجة الفلسفية لمفهوم الشخص لا ترمي إلى تبيان ما يخص ذاتا عن أخرى بالنظر إلى محدداتها الاجتماعية والاقتصادية والسيكولوجية والدينية واللغوية...؛ وإنما إلى تبيان الحدود المشتركة بين الذوات، والتأكيد على أنها أقوى بكثير مما يشكل عناصر تمایز و اختلاف بينها.
إن مفهوم الشخص تتجاذبه مفارقات عديدة، فهوية الشخص تقوم من جهة على الوحدة، ومن جهة ثانية على التعدد والاختلاف ؛ حيث إن الشخص يولد حاملا لماهية محددة، لكنه ما أن يندمج في المجتمع حتى يبدأ في استدخال معطيات كثيرة، تنعكس بشكل واضح على هويته، فهو إذن ليس نتاجا لما هو طبیعی فقط، بل لما هو إجتماعی كذلك. وإلى جانب ذلك وانطلاقا أن للشخص مدلولا أخلاقيا ومعنويا، فقد صار من الضروري النظر في قيمته ومصدرها؛ فقد ينظر إليه كغاية في ذاته لا ينبغي أن يسموا عليه شييء معين، لكنه رغم ذلك لا يسلم من النظرة الدونية والتي تجعله في الأخير مجرد وسيلة لتحقيق غايات أسمى منه. إضافة إلى ذلك فالشخص يراوح الخطى بين الحرية والاكراه، فهو حر في اختياراته، وإلى جانب ذلك فهو مقيد بجملة من الضرورات والاشراطات القيمية والاجتماعية والاخلاقية.
على ضوء هذه المفارقات، تتحدد الإشكالات الفلسفية لمفهوم الشخص والتي يمكن صوغها في التساؤلات الآتية :
1) على أي أساس تقوم هوية الشخص، هل على أساس الوحدة و الثبات أم على التعدد والاختلاف ؟
2) من أين يستمد الشخص قيمته؟ هل من ذاته أم غير؟
3) هل الشخص حر في اختياراته وقناعاته، أم أنه خاضع لمجموعة من الضرورات و الحتميات؟
إن مفهوم الشخص تتجاذبه مفارقات عديدة، فهوية الشخص تقوم من جهة على الوحدة، ومن جهة ثانية على التعدد والاختلاف ؛ حيث إن الشخص يولد حاملا لماهية محددة، لكنه ما أن يندمج في المجتمع حتى يبدأ في استدخال معطيات كثيرة، تنعكس بشكل واضح على هويته، فهو إذن ليس نتاجا لما هو طبیعی فقط، بل لما هو إجتماعی كذلك. وإلى جانب ذلك وانطلاقا أن للشخص مدلولا أخلاقيا ومعنويا، فقد صار من الضروري النظر في قيمته ومصدرها؛ فقد ينظر إليه كغاية في ذاته لا ينبغي أن يسموا عليه شييء معين، لكنه رغم ذلك لا يسلم من النظرة الدونية والتي تجعله في الأخير مجرد وسيلة لتحقيق غايات أسمى منه. إضافة إلى ذلك فالشخص يراوح الخطى بين الحرية والاكراه، فهو حر في اختياراته، وإلى جانب ذلك فهو مقيد بجملة من الضرورات والاشراطات القيمية والاجتماعية والاخلاقية.
على ضوء هذه المفارقات، تتحدد الإشكالات الفلسفية لمفهوم الشخص والتي يمكن صوغها في التساؤلات الآتية :
1) على أي أساس تقوم هوية الشخص، هل على أساس الوحدة و الثبات أم على التعدد والاختلاف ؟
2) من أين يستمد الشخص قيمته؟ هل من ذاته أم غير؟
3) هل الشخص حر في اختياراته وقناعاته، أم أنه خاضع لمجموعة من الضرورات و الحتميات؟